في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها مدينة دمشق بعد سنوات من الأزمات، يبرز دور نقابة المهندسين كعامل حاسم في عملية إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية.
ومع ذلك، فإن هذا الدور لا يتحقق بالكامل إلا إذا تحملت النقابة مسؤولياتها بشكل فعال، ومنع أي محاولات لتهميشها.
الدور الأساسي للنقابة في إعمار دمشق
1. التخطيط الحضري المستدام
– تساهم النقابة في وضع المخططات التنظيمية لدمشق، مما يضمن:
– تجنب البناء العشوائي.
– تحسين توزيع الخدمات (كالمدارس، المستشفيات، الطرق).
– إهمال هذا الجانب يؤدي إلى تفاقم الازدحام، تدهور الخدمات، وانتشار العشوائيات.
2. الرقابة الفنية والهندسية
– تقوم النقابة بمراقبة جودة المشاريع الإنشائية والبنية التحتية، من خلال:
– اعتماد التصاميم الهندسية.
– الدراسة الإنشائية والمعمارية المتكاملة لإصدار التراخيص للمباني.
– التفتيش على المشاريع الكبرى (مثل الطرق، الجسور، شبكات المياه والكهرباء).
– بدون هذا الدور: تزداد مخاطر الانهيارات، الأخطاء الإنشائية، وهدر الأموال العامة.
3. تأهيل الكوادر وتطوير المعايير
– تنظم النقابة برامج تدريبية للمهندسين في مجالات:
– التصميم المقاوم للكوارث.
– تقنيات البناء الحديثة.
– إدارة المشاريع الكبرى.
– غياب هذا الدور يعني بقاء الكوادر الهندسية متخلفة عن التطورات العالمية.
4. مكافحة الفساد الهندسي
– تلعب النقابة دورًا رقابيًا لمنع:
– منح تراخيص لمشاريع غير مطابقة للمواصفات.
– تنفيذ أعمال إنشائية رديئة بسبب المحسوبيات.
– ضعف هذا الدور يفتح الباب أمام كوارث إنشائية وتهديد حياة المواطنين.
مسؤولية النقابة في الحفاظ على دورها
لا يكفي أن يكون للنقابة دور مهم نظريًا، بل عليها التحرك بفعالية لمنع تهميشها، من خلال:
1. المطالبة بصلاحيات رقابية أقوى
– يجب أن يكون لها حق الاعتراض على المشاريع غير المطابقة للمعايير.
– أن تشارك في صنع القرار المتعلق بالمشاريع الكبرى.
2. التواصل مع المجتمع والجهات الرسمية
– تنظيم حملات توعوية حول أهمية الرقابة الهندسية.
– إبراز النجاحات والمخاطر عبر تقارير دورية.
3. مواجهة المحسوبيات والضغوط
– رفض أي تدخلات سياسية أو مالية تضعف المعايير الفنية.
– التنسيق مع القضاء لمحاسبة المقصرين في حال حدوث كوارث بسبب الإهمال.
ماذا يحدث إذا تم تهميش النقابة؟
– انهيارات متكررة للمباني والجسور بسبب غياب الرقابة.
– تفاقم الأزمات الخدمية (كهرباء، مياه، صرف صحي).
– هجرة الكفاءات الهندسية بسبب غياب الفرص والفساد.
– تآكل الثقة في المشاريع الحكومية والخاصة.
النقابة شريك أساسي وليس جهة شكلية
نقابة المهندسين بدمشق ليست مجرد “هيئة روتينية”، بل هي ضمانة لجودة الحياة الحضرية في المدينة.
مسؤوليتها كبيرة في الدفاع عن دورها، ومسؤولية الدولة والمجتمع أكبر في دعمها.
دمشق تستحق إعمارًا حقيقيًا، وهذا لن يتحقق إلا بمهندسين أقوياء، في نقابة قوية.